لقد جدّد شباب الشّعر والنّقد الأدبيّ وأسكنهما بلاد المغرب بعد غيبة دامت قرونا، وقد رفض نظريّة المحاكاة في الشّعر، وعرّفه بأنه تصوير وتعبير. من خلال استقرائنا لشعره رأينا أن الصّورة الشّعريّة عنده لا تقوم على المجاز والاستعارة فقط كما هو الشّأن في القديم، وإنّما تقوم إلى ذلك على جماليّات الأنظمة اللّغويّة (الصّوتيّة والصّرفيّة والنّحويّة)، فمن خلال النّظام الصّوتيّ لكلمات الشّاعر الشفّافة تتبدّى تشكيلات الحروف بما تتضمّنه من إمكانات لحنيّة كما يتبدّى الدّور الجماليّ والنّغميّ للمقاطع ووظيفة التّغيير الصّوتيّ في البنية الموسيقيّة، وتتّضح جماليّات النّظام الصّرفيّ في الدّور الجماليّ للصّيغ (الأفعال ومزيداتها والمشتقّات : المصدر واسم الفاعل واسم المفعول والصّفة المشبّهة وأفعل التّفضيل وأمثلة المبالغة). أمّا جماليّات النّظام النّحويّ فتتجلّى في بناء الجمل وطرائق تكوينها والموقع النّحويّ للكلمات وما ينشأ عنها من علاقات. وكلّ ذلك متجلّ في لغته وأخيلته وصوره وموسيقاه وهياكل جمله ونضارة أوصافه وفي نظم كلماته وحميميّة تجاورها وتفاعلها. .....